[شبهة حول قوله، {وجعلنا قلوبهم قاسية}]
  ثم نقول لك: خبّرنا عمن خلق أعيان العباد؟
  فإذا قلت: الله.
  قلنا لك: وكذلك خلق نظرهم إلى المحارم والى عورات النساء و جميع القبائح؟!
  فإن قلت: نعم.
  قلنا لك: فلم عذّبهم على خلقه لنظرهم إلى المحارم، ولم يعذبهم على خلقه الأعيانهم التي خلق في رؤوسهم؟ فلا تجد حجة تجيبنا بها! وكيفما ادعيتَ من أمر في النظر إلى المحارم، لزمك مثله في خلقه للأعيان، وكذلك الأسماع، والألسنة والأيدي والأرجل.
  نقول لك: أليس قد خلق الله ø يد السارق؟
  فإذا قلت: نعم. قلنا لك: (وكذلك قد خلق سرقته لأستار الكعبة، وأكفان الموتى، وأموال المؤمنين. فإذا قلت: نعم.
  قلنا لك:) فيما عذرك وما حجتك إذا سألناك لِمَ أعذّبه على سرق أستار الكعبة، وأكفان الموتى، وأموال المؤمنين؟! ولم يعذّبه على خلقه ليده التي بها سرق وظلم!
  فلا تجد حجة تدفعنا بها أبدا بحيلة من جميع الحيل، إلا أن ترجع عن قولك وتصير إلى العدل، فتقول: إن السرقة فعل العبد، ولذلك أمر بقطع يده، وإن السرق ليست خلقاً لله، وإن اليد هل خلق الله جل ثناؤه، ولا عذاب على العبد فيها، وهذا هو الحق والعدل، وهو قولنا.