[شبهة حول قوله، {وجعلنا قلوبهم قاسية}]
  وليس لله ø في فعلهم فعلٌ قلّ ولا كثر، صغر ولا كبر، عزّ الله عن ذلك وتعالى علوا كبيرا!
  ومن الدليل على تصديق قولنا، وبرهان حقنا، أن الله ø لم يخلق أفعال العباد، ولم يقض على خلقه بالفساد، ولم يُرد الإلحاد، ولم يقدِّر العناد، ولا العبادة للأنداد، أن يقال لك يا عبد الله بن يزيد البغدادي ولمن قال بقولك من المجبرة: خبّرونا عن هذه المسألة العجيبة الدامغة، أيهما عندكم أفضل أخلقُ الله جل ثناؤه، الذي ليس للعباد فيه اكتساب ولا فعل؟ أم خلق الله الذي للعباد فيه اكتساب وفعل؟!
  فإن قلتم: إن خلق الله الذي للعباد فيه اكتساب وفعل أفضل.
  قلنا لكم: فقد أوجبتم في قولكم، ولزمكم أن الزنا واللواط والخمر والمعازف والمزامير والكبائر أفضل من الملائكة والنبيين والمرسلين، والأئمة الهادين الراشدين، ومن القرآن المبين، و من التوراة والانجيل، وهذا كفرٌ من قائله، وهالكٌ عند الله ø، مَن اعتقده ودان به، فقد بان خطاؤه، ولم يجز خطابه، وانقطعت حجته، وانهتك ستره، ولا ينبغي الكلام عندنا المثله.
  وإن قلتم ودُمْتم على جهلكم، والمكابرة لآيات ربكم، بل نقول: إن خلق الله الذي ليس للعباد فيه اكتساب ولا فعل أفضل.
  قلنا لكم: فقد أوجبتم في قولكم هذا أن الخنزير والكلب والحار والقرد والبغل واليهودي والنصراني (خير من الايمان و دين الاسلام، و كفرتم بالله العظيم، جل عما تقولون، وتقدس وتعالى علوا كبيرا!