مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة حول قوله، {وجعلنا قلوبهم قاسية}]

صفحة 230 - الجزء 1

  وإن قلتم: لسنا نقول إن واحداً منها أفضل من الآخر، ولكنا نقول: هما سواء، الزمكم أنكم قد جعلتم الحمار والكلب والخنزير واليهودي والنصراني)، سواء هم عندكم وعلى قولكم، والملائكة المقربين والأنبياء المرسلين، ومكان البيت الحرام والحجر الأسود ومقام إبراهيم #، والمؤمنين والشهداء والصالحين، والمشعر الحرام سواء هو عندكم ومن ذكرتم، فليس لكم ولا لأحد من جميع إخوانكم المجبرة أهل الفرية على الله جل ثناؤه من هذه الثلاثة الأوجه مخرج ولا راحة، بوجه من جميع الوجوه كلها، ولا سبب من الأسباب، وفي هذا تقوم الحجة بالحق، ويسقط الباطل، ويبين مَن المحق ومَن المبطل.

  إلا أن ترجعوا إلى القول على الله سبحانه بالعدل، ونفي الجبر، وتقولوا بقولنا بالعدل، وهو دين الله ø، فتقولون: إن الله جل ثناؤه بريء من أفعال العباد كلها، وأنه لم يخلق منها شيئاً، قل ولا كثر، صغيراً كان ذلك أو كبيرا، ولا حَسَنا منها ولا قبيحا، ولا طاعة منها ولا معصية.

  وتقولون: إن ذلك كله أمر ونهي، لا جبر ولا حتم ولا قسر، (وإنما أمر الله جل ثناؤه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمر والنهي محتوم، أي مفروض، لا جبراً ولا قسراً)، يصدق ذلك قوله ø: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}⁣[النحل]، وقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}⁣[البقرة: ٤٣]، و {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}⁣[البقرة: ١٨٣]، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ