[تكليف ما لا يطاق]
  
[تكليف ما لا يطاق]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: أليس قد تزعمون أن من قال: إن الله قد كلف العباد ما لا طاقة لهم به، فقد وصف الله بأنه يظلم العباد؟
  فإن قلنا: نعم.
  قال: فسلهم عن المؤمنين حين قالوا: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}[البقرة: ٢٨٦]، أليس قد قالوا: ربنا لا تظلمنا؟!
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: أفليس المؤمنون قد كانوا يسألون الله أن لا يظلمهم؟! وخبّرونا عمن اسأل الله أن لا يظلمه، أعرف الله أم لا؟
  فإن قالوا: نعم، إنه قد عرف الله.
  فقل: أفليس يعرف الله من لا يدري لعلّ الله سيظلمه، فإنهم لن يعطوك هذا؟!
  وإن قالوا: إنهم إنما فعلوا ذلك لأنهم قد علموا أن الله قد كلّف قوماً ما لا طاقة لهم به، في غير ظلم من الله لهم، فسألوا الله أن لا يكلفهم ذلك، فذلك العدل قد قالوا به.
  الجواب قال أحمد بن يحيى ª: وسألت عن قول الله ø يحكي عن المؤمنين إذ قالوا: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}[البقرة: ٢٨٦] وزعمت أن ذلك التكليف كان من الله ø، وأنه عندكم وفي دينكم قد كلفهم