[تكليف ما لا يطاق]
  سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧}[النساء].
  فهذا خبره عن نفسه ø، وعمن خالف أمره، وهو الذي قال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء]، وقوله ø: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ}[النور: ٥٠].
  فالويل لك كيف يكون الحيف إلا ما قلت؟! وكيف يعقل الحيف والجور والظلم إلا ما ذكرت؟! و به احتججت على الله ø، وألزمته إياه، وبرّأت أعداءه منه، وأقمت عذرهم، وخالفت الكتاب؟! فأي حيف أعظم وأجل من أن يكلفهم الله ø ما لا طاقة لهم به، ثم لا يكون ذلك جوراً ولا ظلما؟! وهو يخلّدهم بذلك في العذاب المقيم، والنكال الأليم، الذي لا راحة لهم منه، ولا انقطاع لسرمده.
  ثم يخبرنا ø عن قولهم يوم القيامة لمالك خازن النار، حيث يقول: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٨}[الزخرف]، ويلكم ألا تتدبرون القرآن كما أمركم الله ø؟! أهذا تحميل ما لا يطاق، ام المجيء إليهم بالحق فتركوه وكرهوه، وأعرضوا عنه ظلماً وعدواناً؟!
  ثم نقول لك: أخبرنا عما أخبر الله ø في كتابه من احتجاج مالك خازن النار، أَصَدَقَ في قوله أم لا؟
  فإن قلتَ: صدق في قوله، انقطعت حجتك، وفسد عليك قولك: إن الله حمّل