[تكليف ما لا يطاق]
  سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٧ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٨}[غافر]، وقد علمت الملائكة À أن الله ø لا يعذب المؤمنين، ولا من اتبع سبيله، وأنه يقيهم عذاب الجحيم، ويدخلهم جنات عدن التي وعدهم، لا شك فيه عند الملائكة، لكنهم دعوا لهم، إذ كان الدعاء عند الله ø بمنزلة شريفة، وهو الأمر الحسن المقبول المفترض.
  فإن أنكر عبد الله بن يزيد البغدادي وأصحابه هذا التأويل، أنكرت عليه المشبهة دعواه في العرش، وقالوا له: قد تسمع إلى قول الله ø: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ}[غافر: ٧]، وحمل العرش عنده تشبيه إن كان موحِّدا، فإن أنكر التأويل في الدعاء، أنكروا عليه التأويل في العرش، وإلا فما جعله أحقّ بالتأويل من الناس.
  ومن هاهنا أعلمناك أنك لا تقوم بالتوحيد لجهلك بالعدل، فافهم ما لزمك في احتجاجك بأن الله ø يحمّل العباد ما لا طاقة لهم به في غير ظلم زعمت، فاعرف ما لزمك فلا مخرج لك منه بحيلة محتال، فهذا هو العدل، لا جبرك الفاحش الذي سميته: عدلا.
  ومن الحجة لنا عليك قوله ø: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٩١ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ١٩٢ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا