[شبهة في قوله، {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}]
  وقوله: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ١٣٤}[طه]، وقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء]، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧}[النساء]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}[يونس].
  وفي هذا ما لا يحصى من الحجج، ولولا طول الكتاب لأوسعنا في شرحه.
  أفلا ترى كيف يحتج ø عن العدل ونفي الجور والظلم، والابتداء لخلقه بتضييق الصدور، وإفساء القلوب، والتحميل فوق الطاقة على غير جرم؟! وكان الواجب لو كان هذا على ما قلتم، أن يعذب من أرد أن يعذبه بلا جرم اجترمه ويُدخل الجنة من أراد بلا عمل عمله، ولا بعث إليهم الرسل، يلبسون الدروع، ويلقون الرماح، وحدّ السيوف، ويحصّنون المدن، ويخندقون الخنادق، ويعقدون الرايات، ويجمعون العساكر، ويسفكون الدماء، وتُسفك دماؤهم، على أمر قد جبر الخلق عليه، قبل إرسال الرسل، وإيراد المواعظ والكتب.
  وإلا فأي حكمة تسمى هذه الحكمة التي ذكرتم؟! وأي عدلٍ حكيمٍ يسمى هذا الرب العظيم، الذي وصفتم بالعبث والجور على عباده، والجبر لهم