[شبهة في قوله، {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}]
  على الأمور التي كرهها، ثم يعذبهم عليها في خلود الأبد الأبيد، ويفترض عليهم الفرائض ثم يحول بينهم وبين أدائها، لئلا يفسد علمه - زعمتم - تعالى الله العدل الرحيم، العلي الحكيم، البريء المتنزه القدوس عما قلتم، و به دنتم، وإليه دعوتم، وعنه احتججنم! كذب العادلون بالله، وضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً!
  ثم نقول لك: أخبرنا عن الأمر الذي عِبتَه أنت وأصحابك على أهل التشبيه، في قولهم واحتجاجهم في قوله ø: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، وقوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ٣٩}[طه: ٣٩]، وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤]، وقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح: ٤٨]، وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥}[طه]، وقوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم: ٤٢]، وقوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٢٨]، وقوله: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[الحجر: ٢٩، ص: ٧٢]، وقوله: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}[غافر: ١٥]، وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}[البقرة: ٢١٠]، وقوله: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}[النور: ٣٩]، وقوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤}[النساء]. وما أشبه هذه الآيات في القرآن، أليس إنها غَلِطتْ المشبّهة في تأويلها، فشبهت الله ø بخلقه، وخرجت من توحيده؟! أليس هذا من قولكم واحتجاجكم على المشبهة، وأن لذلك عندكم تأويلاً جَهِلَتْه المشبهة وغَلِطتْ فيه؟!
  فإذا قلت: نعم.