مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا}]

صفحة 255 - الجزء 1

  ولا محق من مبطل، ولا نبي من متنبئ، ولا حُكم الرحمن من حكم الشيطان، ولا هدى من ضلال.

  فكل حجة لك، هي في معنى واحد من الجور والتشبيه، ونفي العدل عن ربك، فما أقبح حالك! وأفحش مقالك! لأنك أتبت فيه على الجور والظلم والفساد، والخروج من الحكمة، وإبطال الربوبية.

  وجوابنا عند إثبات العدل بشواهد الكتاب، وتهذيب الحق، ونفي الجبر والجور والظلم، فقد رأينا جوابك إلى آخر كتابك بحول الله وعونه، وليس الجعلُ من الله ø إلا على ما ذكرنا لك، من أنه جعلُ حكم وتسمية، والجعلُ الآخر جعلُ حتم وجبر وقسر، لا بد من ذلك، وإلا لزم كل مدّعٍ بطلانُ الكتاب، والخروج من العدل والحكمة، لأنه لا بد لكم - على قَوَد قولكم - من تجوير الخالق ø، وتكذيب رسله وكتبه، وتناقضها واختلافها، وقد قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}⁣[النساء]، أو الرجوع إلى قولنا بالعدل، وترك قولكم من الجبر والفرية على الله ø، والطعن على حكمته، وشماتة اليهود والنصاري بكم، لأنهم لا يقولون بالجبر كا قلتم.

  وأما قولك: إن الله ø جعل صدورهم ضيقة حرجة، وكذلك جميع ما أسندت من الظلم إلى الله سبحانه، إنما يكون منه إلى عباده - زعمت - بغير ظلم، ولا يسمي: ظلماً.

  قلنا لك: فيا حجتك على من قال لك: وكذلك هل يجوز أن يُدخل الله النبيين