[شبهة في قوله، {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}]
  فلا بد لك من: نعم.
  فنقول لك: أخبرنا عن إملاء الشيطان لهم، هو الإملاء الذي أملى الله لهم بعينه أم لا؟!
  فإن قلت: نعم، هو الإملاء الذي أملى الله لهم.
  قلنا لك: فما الفرق بين إملاء الله ø، وبين إملاء إبليس؟!
  فإن قلت: هو إملاء واحد، لزمك ووجب عليك أن الشيطان شريك الله ø في فعله بعباده، وأن فعلها واحد لا فرق فيه!
  وإن قلت: إن إملاء الله ø شيء على حدة، وإملاء الشيطان شيء آخر غيره.
  قلنا لك: ففسّر لنا ذلك حتى تفرق لنا بين إملاء الله سبحانه وبين إملاء الشيطان؟
  فإن قلت: إن إملاء الله ø إنما هو جبر جبرهم عليه، وقسر قسرهم على فعله من المعاصي، لزمك أن القرآن - الذي أنزله الله سبحانه حجة له على خلقه، ودليلٌ على عدله - باطل محال، من قوله: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ١١٧}[آل عمران: ١١٧، النحل: ٣٣]، وقوله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: ٤١]، وقوله: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة]، وقوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}[الإسراء]، وقوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، وقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ١١٧}[هود]، وقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}[القصص: ٥٩]، وقوله: {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}[ق]، وقوله: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ١ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ٢ إِنَّا