[شبهة في قوله، {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}]
  الأسباب كلها، وذلك هو الحق وهو قولنا بالعدل، وهو دين الله ø الذي تَعَبَّدْ به الأولين والآخرين.
  وإلا فيلزمك أن الله يفعل بخلقه كفعل الشيطان، وأن الآيات التي تبرا فيها من ظلم خلقه، إنما هي على وجه الطنز والاستهزاء والهذيان والخروج من الحكمة، وأنها انزلت الغير معنى، وأن ليس لها حقيقة في الصدق، وأنه أخبرنا في كتابه بغير حق، من قوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران]، وقوله: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}[فصلت]، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦}[الزخرف]. ومثل هذا كثير في القرآن. ولا صدق في العدل والقيام بالحكمة، وإنما تحتمل تأويلاً يفسدها ويحيلها عن العدل والحكمة. فإن قال ذلك قائل، فقد كفر بالله العظيم، وخرج من دين الاسلام.
  وإن قال: بل هي على الحقيقة والصدق والصحة وواضح البرهان، لزمه أن القول قولنا، وأن العدل هو دين الله ø، ودين ملائكته ورسله والمؤمنين من أهل الطاعة، وأن الجبر هو دين الشيطان و دين عبد الله بن يزيد البغدادي و من قال بقوله، وبان كذبه في قوله علينا: إن ديننا هو دين الشيطان.