مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس}]

صفحة 319 - الجزء 1

  والضياطرة هي، رجال، والرماح لا تسعى بالرجال، وإنما الرجال تسعي بالرماح، فجاز هذا في اللغة العربية.

  وقال الله ø: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}⁣[البقرة: ١٨٤]، يريد بذلك: وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مساكين، لأنه لا يجوز أن تكون الفدية على من يطيق الصيام، فلم يفتدي إذا كانَ مطيقاً؟! فطرح (لا) من الكلام وإياها أراد.

  وقوله ø: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}⁣[القصص: ٧٦] يريد: أن العصبة أولي القوة لتنوء بمفاتحه. هذا جائز في لغة العرب.

  قال الشاعر:

  حتى لحقنا بهم تعدُو فوارسنا ... كأننا رعنُ قُفٍّ يرفع الآلا

  والآل هو السراب عند العرب، والسراب هو الذي يرفع القف، فقلب الشاعر المعني، لأن السراب هو الذي يرفع الأشياء، وليست الأشياء التي ترفعه.

  ومن الشواهد في لغة العرب، قول أبي طالب بن عبد المطلب يرثي جده، حيث يقول:

  جدي الذي حجَّتْ قريشٌ قَبره ... أيامَ ماتَ فما تُريدُ زيالا

  وله تحالفتِ القبائلُ كلها ... جزعاً عليه يَلبسُون نِعالا