[شبهة في قوله: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس}]
  وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}[الشوري]، فهذا خبر الله ø وحجته على خلقه، وكتابه الحق الذي أنزله نوراً لاعمى فيه، وصدقاً لا كذب فيه.
  فإن نقضتم هذه الآية بحجة حتى يلزمنا فساد قوله ø عن الفساد! {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}[الشوري]، ووجب أن هذه الآية تستحيل في قولكم، ويصير حكمها أنه ما أصاب العباد من مصيبة فبحكم الله - ø عن قولكم - وبقضائه وقدره وإرادته ومشيئته للمصائب أن تحل بهم، وتنزل لعقوبتهم، عمداً منه وقصداً، بغير استحقاقِ جُرم اقترفوه، علمنا أن الكفار براء مما ذكر الله ø عنهم، واستحال القرآن، وانقلبت الأحكام، ولم يصح الإسلام!
  وإن لم تأتوا بحجة - ولن تأتوا بها أبداً - شهد الخلق على المبطل منا ومنكم، والمفتري على الله جل ثناؤه، فالحق واضح غير مجهول، والحمد لله رب العالمين.