مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]

صفحة 11 - الجزء 2

  حين أعطاك السيف، واشترط عليك أن لا تقاتل به المؤمنين؟!

  فأبى أن يكف عنهم.

  فنقول لك: هل للمؤمنين أو لأحد من جميع المخلوقين أن يقول: إن السيف إنما كان بدؤه من النبي صلى الله عليه وعلى اله، ولولاه ما قدر الرجل على قتل المسلمين، والنبي هو الذي كان منه إعطاء السيف للرجل، وبذلك السيف كان قتل المؤمنين.

  واحتج الرجل أيضا فقال: لولا أن النبي صلى الله عليه وعلى اله أعطاني السيف ما قتلت أصحابه؟

  فنقول لك: هل يلزم النبي صلى الله عليه واله وسلم عند الله جل ثناؤه وعند المسلمين، وفي أحكام الدين، ما قال ذلك الكافر ومن قال بقوله؟!

  فإن قلت: نعم، يلزمه ما قال الكافر، لزمك أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شريك لذلك الكافر في جرمه وإثمه وذنبه وسفك دماء المؤمنين، لما أعطاه السيف ليقاتل به في سبيل الله فلم يفعل، وقاتل به في سبيل الشيطان.

  وهذا من أعظم الكفر والفرية على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وهذا الخروج من أحكام الاسلام والعقول.

  وكذلك لو أن رجلا اليوم استعدى على رجل فقال للحاكم: إن هذا الرجل اعطى فلاناً سيفاً، وأمره أن يقاتل به مع إمام هدى، فلقي ابناً من المسلمين فقتله، أليس في أحكام الاسلام أنه لا تباعَةَ على ذلك الرجل المعطي السيف؟!

  وإنما الذنب والجرم على القاتل وحده! لا يجوز في الاسلام غير ذلك.

  فكيف يلزم الله ø ظلم من ظلم وكفر، واستعان بنعم الله على معاصي الله ø؟ ١

  لقد هلكت وأهلكت. رجع الكلام إلى حجتنا عليك.