[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
  قال:
  المجبرون يجادلون بياطلٍ ... وبغير مايجدون في الفرقان
  الواصفون إلههم بتعنتٍ ... لعباده كذبوا على المنان
  كل مقالتُه الإلهُ يُضلني ... ويريد لي ماكان عنه نهاني
  إن كان ذا فتعوّذوا من ربكم ... ودعوا تعؤذكم من الشيطان
  إن كان ذاك كذا إرادة ربنا ... فَلِمن أعدّ جواحم النيران
  إن كان ذلك فالمعاصي طاعةٌ ... والبر مثل عبادةُ الأوثان
  إن المهيمن لا يضل عباده ... حتى يَضلوا يا ذوي الطغيان
  إلزامُهُ هم الضلالَ بفعلهم ... إضلالُه لهمُ بكل أوان
  بعد اختيارهمُ الضلال على الهدي ... لا قَبلَ بينةٍ لنا ببيان
  قالوا الذّنوبُ مشيئةٌ من ربنا ... قلت المشيئة والرضي سيّان
  قالوا الرضى غير المشيئة فاعتدوا ... والله يجزيهم على العدوان
  إن المشيئة والإرادة والرضى ... معني وماهيَ فاعلموا بمعاني
  والاستطاعةُ فيكمُ مخلوقةٌ ... خلقتُ مع الأروح والأبدان
  لولا استطاعتكم لطاعةِ ربكم ... ماقال ربكمُ اطلبوا رضواني
  الله ملّكنا ليوجب حُجة ... تخزيكَ كلّ يدٍ وكل لسان
  جعل استطاعتنا علينا حُجة ... والاستطاعةُ حُجة الرحمن
  ولذَاك ليس على المصاب بعقله ... في الدين من حرج ولا الولدان