[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
  والناس تحدُثُ منهم أفعالهم ... والاستطاعةُ حيلةُ الانسان
  زعموا بأن الله كلف عبده ... أشياء ليس له بهنّ يَدان
  إن المُكلفَ عندنا لعبيده ... ما لا يُطاقُ لجائرُ السلطان
  أيريدُ معصيةً وبفرض طاعةً ... إن كان ذاك فأمرهُ أمران
  أأراد أن يعصى وعذّب من عصى ... تلك المقالةُ أعظم البهتان
  أأراد سيرة من أطاع ومن عصى ... فهما إذاً في الأمرِ مستويان
  إن كان ربكمُ أراد ضلالكم ... فالمُجبرون إذاً ذووا إحسان
  أيقولُ ربكمُ لقومٍ آمنوا ... ويرُدُّ ألسنَهم عن الايمان
  ماكان ربكم ليصرف عبده ... من وجه طاعته إلى العصيان
  ليس الحكيم بمن يقول لعبده ... والعبدُ يفعلُ ما يشاء عصاني
  والله لم يرد الفواحش إنما ... بالعدلِ يأمُرُنا وبالإحسان
  وأما آخر كلامك في هذه المسألة، فقد خلطت فيه وجئت بكلام محال، وزعمت أن الله جل ثناؤه جعل الأسماع والأبصار غير رحمة من الله، وأنما - زعمتَ - خُلقت ضرراً عليهم ليبتلي عليها، وجعلها قوة فيهم، ثم ابتلاهم بما جعل فيهم من القوة، فبمن أطاع الله فبمنّ الله عليه، بالقوة والمنّ - زعمت - رحمة من الله، ومن عصى الله بالقوة التي فيه، كانت المنة التي عصاه بها شراً عليه وفتنة، ولم تقل هذه رحمة، لأن الرحمة والمنة ما نفع الناس، وهذا قولك - زعمت - قد دخلنا فيه.
  وهذا الكلام الذي قلته مخلّط لم تحسن شرحه، وقد عرفنا ما قلت، زعمت أنك