[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
  قلنا لك: فأخبرنا عن تلك القوة، هل هي رحمة من الله ø ومنة على خلقه، أم سخطة ونقمة؟!
  فإن قلت: هي سخطة ونقمة.
  قلنا لك: كيف تكون هبة الله ø للقوة سخطة ونقمة، وقد أقررت أنه يجب أن يشكر ويحمد عليها؟!
  هل تسمى القوة التي جعل الله في خلقه ø: قوة، ولا يجوز أن تسمي: رحمة؟!
  وكل بنية ابن آدم يجب عليه فيها الشكر للذي ابتدعه وفطره، وأخرجه من العدم إلى الوجود. وكل شيء من جسده فهو قوة جائز أن يسمي: رحمة ومنة، وقوة ونعمة وإحسانا، لا يجوز غير ذلك.
  وقد أمر بصون تلك الجوارح كلها عن معاصي الله ø، فافترض على العين الغض عن المحارم، فقال سبحانه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور: ٣٠].
  وافترض على اللسان أن لا يقول إلا الحق ن فقال سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[النساء: ١٧١].
  وافترض على اليدين الجهاد في سبيل الله، فقال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}[البقرة: ١٩٠].
  وافترض على الرجلين المشي الى جميع الطاعات من المساجد والجُمَع، فقال سبحانه: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[الجمعة: ٩].