[شبهة خلق الله للأعضاء التي يعصي بها الانسان]
  وافترض على الفرج الحصانة والصيانة، فقال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢}[الإسراء].
  ثم خيرهم تخييراً، ووعدهم الجنة، وأوعدهم النار، وليس لأجل خلقه للجوارح وقع بهم العذاب، لأنه قال: {غُضُّوا}، ولم يقل: لِمَ خلقتُ أعيانكم؟!
  وقال: قولوا الحق، ولم يقل: لِمَ خلقت ألسنتكم؟!
  وقال: جاهدوا، ولم يسألهم عن أيديهم لِمَ خلقها؟!
  وقال: {اسْعَوْا} بأرجلكم في طاعتي، ولم يقل: لِمَ خلقتُ لكم أرجلاً؟!
  وقال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}، ولم يقل لهم: لمَ خلقت فروجكم؟!
  وإنما سألهم عن فعلهم هم، لا عن فعله هو، وذلك قوله: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء].
  وفي أقل ما ذكرنا كفاية وشفاء، لمن أراد الحق ولم يصغ إلى الباطل، ولم يُلزم الله ø ظلم الظالمين، ولا كفر الكافرين. فانظر أيُّ القولين هو القول العظيم الذي {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩}[الذاريات]؟! عز عن ذلك رب العالمين!