مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في الرزق]

صفحة 20 - الجزء 2

[شبهة في الرزق]

  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم هل عاش أحد بغير رزق الله ø؟!

  فإن قالوا: نعم، فقد أعطوك أن العباد يكسبون بغير رزق الله، وأن مع الله ø رازقا! وهذا ما لا تقبل عقول أهل الألباب من الناس، وكفاك أن توقف رجلا أن مع الله رازقا!

  وإن قطعوا بهذا وقالوا: ليس مع الله رازق، ولا يعيش أحد إلا برزق الله، فسلهم عند ذلك عمن لم يُغْذَ إلا بالحرام، ولم ينشأ إلا فيه، أليس إنما عاش برزق الله؟!

  فإن قالوا: نعم، عاش برزق الله فقل: أفليس قد يرزق الله الحرام ثم يعذب العباد على ذلك الرزق الحرام؟ فإن قالوا: نعم، فقد أعطوك بأن الله يرزق الحرام والحلال.

  فإن سألوك عن شيء من هذا، أو ردوا عليك المسألة فسألوك أليس قد يرزق الله الحرام؟

  فقل: إنما موضع الرزق عندنا العيش، فكل ما هو عيش فهو رزق وهو بُلغة، فما كان يعاش به فهو عيش ورزق وبلغة، فمنه ما جعله الله جل ثناؤه حلالا لي حراما عليك، وذلك مثل مال وأهل هو حرام عليك، ومنه ما هو حلال لي ولك، وذلك مكسبة الحلال، نكسب الرزق والعيش من حله أنا وأنت، فهو لنا حلال، ومنه ما هو حرام علي وعليك، وذلك مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، إلا أن نضطر إليها.