[شبهة في الرزق]
  فالأرزاق كلها على هذا الوجه، كلها رزق الله، وكلها بلغة وعيش يعاش به، فمن أصابه وأخذه على وجهه فهو مأجور، ومن أخذه من غير وجهه فهو مأزور، فالرزق عندنا على هذا الذي ذكرنا، فإنهم لن يستطيعوا حينئذ أن يدخلوا عليك شيئا.
  الجواب قال أحمد بن يحيي ª: لا إله إلا الله أيها المفتري على الله، ما أجهلك وما أجهل قوما قبلوا عنك هذا العمى، والخروج من محكم القرآن، والخروج من المعقول!
  ثم قلت لهم في آخر قولك: فإنهم لن يستطيعوا أن يدخلوا عليك شيئا، تعني: أهل العدل، فغششتهم وأهلكتهم في أديانهم، وزعمت أن من الرزق حراما وحلالا، وأن الله - ø عما قلت - هو الذي رزقهم ذلك كله.
  ثم قلت: فمن أخذه من وجهه فهو مأجور، ومن أخذه من غير وجهه فهو مأزور، وأنا أظن أنك لما قدمت من بغداد وطال عليك السفر، أصابتك خِفّة في دماغك، فأنت تستعمل الهذيان في كتابك هذا، وفي عقلك وفي دينك، فلا أدري العجب منك، أم من الذين كانوا حولك؟! فاسمع ما يرد عليك من حجة الحق والعدل بحول الله وقوته.
  فأول ما نسألك عنه أنا نقول لك: أخبرنا هل قرأت القرآن قط؟
  فإن قلت: لا.
  قلنا لك: لذلك لم تعقل عن الله ø عدله في كتابه. وإن قلت: بلى، قد قرأت القرآن.
  قلنا لك: فاين ما قد قرأت من قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ٥٩}[يونس].