[شبهة في الرزق]
  تشهد أن الله سبحانه قد فرضها لهم، وتفضل عليهم بها، ورزقهم إياها، وأوجبها لهم دون غيرهم؟
  فإن قلت: لا، كفرت بالقرآن وخرجت من الاسلام.
  وإن قلت: نعم، هي لهم من الله ø مفروضة دون غيرهم.
  قلنا لك: فيما تقول فيمن أخذها منهم، وأكلها دونهم ظلما وعدوانا، أذلك له رزق من الله ø؟!
  فإن قلت: نعم، هو له رزق.
  قلنا لك: في فعل بالرزق الأول الذي فرضه الله ø، وأقررت به - زعمت - لأهل السهام النهائية، أندم عليه أم خبّرهم بأمر خدعهم فيه، ثم رزقه غيرهم بعدما أعلمهم أنه قد رزقهم إياه، وفرضه لهم في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم، فصار ما ذكر لهم محالا من القول لا حقيقة له على زعمك، لأنه - زعمت - حوله عنهم ورزقه غيرهم.
  فإن دُمتَ على ذلك في صفة الله ø، كفرت وخرجت من الاسلام.
  وإن قلت: إن الغاصب أخذ ما ليس له برزق، رجعت عن قولك، وتركت أصلك، وقهرناك وبان كذبك على الله ø في الأرزاق، وقولك علينا إنا نقول: إن مع الله ø رازق غيره، تشنع بذلك على أهل العدل.
  وإنما قولنا والذي إليه قصدنا: أن الله ø قد قسم الأرزاق في كتابه لمن قسمها له، ثم ظلمهم فيها الظالمون، وأخذها من أيديهم الغاصبون، فأكلوها دونهم بلا حق، وهي رزق غيرهم، فأكلوا ما لم يرزقهم الله ø.
  وشاهد ذلك قوله ø: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ٥٩}[يونس].