[شبهة في أطفال المسلمين والمشركين]
  وإن قالوا: إنهم أولياء الله مؤمنون عندنا.
  فقل: هل أحل الله سبي المؤمنين والمؤمنات والأحرار؟
  فإن قالوا: نعم، أعطوك ما تريد منهم، وما لا تريد أن توقفهم على ما هو أعظم منه! وإن قالوا: لم يحل الله سبيهم.
  فقل: أخبروني عن أطفال المشركين الذين لم يبلغوا الحلم، أليسوا مؤمنين - زعمتم - فلِم تستحلون سبيهم؟
  فإن قالوا: هو خير لهم نعلمهم الاسلام.
  فقل: إنا ندلكم على ما هو خير لهم من ذلك إذا أنتم سبيتموهم، فعلموهم الاسلام والكتاب كما تعلمون أبناءكم، وقولوا لهم: أنتم أحرار مثلنا، ولا تفرضوا عليهم الغلة وتقيدوهم، وتعلقوا في أعناقهم الزنارات، وتنكحوا الجارية منهم بغير مهر ولا إذن ولي، وتزعمون أنها مما ملكت أيمانكم، وأنتم تعطون في أول كلامكم أنهم مؤمنون، فمن أين أحل الله هذا من المؤمنين؟!
  الجواب قال أحمد بن يحيي ¥: وسألت عن الأطفال وشأنهم جميعا، أطفال المشركين وأطفال المسلمين، وطولت في ذلك وشرحت، فاسمع الجواب وأنصف عقلك.
  فأول ما أخطأت فيه أن قولك - زعمت - في أولاد المسلمين أنهم عندك في منزلة آبائهم، فجهلت الحكم والعدل، ولم تميز بين ثواب العاملين، ومن لم يعمل، فجزت عن القضاء، وخالفت القول بالرشد، إذ جعلت حكم من لم يطع الله ø ساعة واحدة، ولم يجاهد في سبيله، ولم تصبه البأساء والضراء، والحصر