[شبهة في أطفال المسلمين والمشركين]
  والموؤدة هي: الأطفال، بإجماع الخلق، فالله يقول في دار الدنيا ويذم من قتل المووودة: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ٩}، ثم يعذبها - زعمت - بالنار يوم القيامة، عز عن ذلك العدل الذي لا يجور!
  ووقفت أنت عن هذا الحكم من شدة ورعك - زعمت - وأنت تفتري على الله ø وتجوره في كتابه وأحكامه كلها، ثم تتورع عن ذلك، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء]!
  فكيف جاز عندك أن تضع كتابا تقول فيه لمن خدعته من الجهال: إنك تقف عن أطفال المشركين؟!
  فليت شعري لأي علة وقفت عند نفسك عنهم، أشككت أن الله ø لا يدخل أطفال المشركين الجنة؟ فيلزمك فيها شككت فيه أن يدخلهم النار، إذ لا منزلة في الآخرة توجد ثالثة غير الجنة والنار، فيبين ظلمه وجوره عليهم، عز عن ذلك العدل الذي لا يجور!
  أو يكونون عندك لا في جنة ولا في نار، فيلزمك أن في الآخرة دارا ثالثة لم يخبرنا الله ø بها فجعلتها أنت، لأن يجوز كذلك وتخالف الكتاب، حتى تقبل منك المجبرة وقوفك عن أطفال المشركين.
  فإن قلت: بدار ثالثة، كفرت وخالفت جميع الفرق، وخرجت من قول أهل القبلة، واليهود النصارى لا يقولون بدار ثالثة في الآخرة. فاختر أي هذه المضايق الخانقة لك شئت، فلا بد لك من القول بواحدة منها، أو التوبة عن الجبر والرجوع إلى العدل الذي سميت ضده: عدلا، لجهلك بعدل الله ø، فالتوبة خير لك من التمادي في الباطل والعمى.
  فـ {فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ٧٦}[يوسف]. وهذه حجة باهرة لكم، لا يقدر