[شبهة في مواريث أطفال اليهود والنصارى المشركين]
[شبهة في مواريث أطفال اليهود والنصارى المشركين]
  فأما ما سألت عنه من مواريث أطفال اليهود والنصارى وأولاد المشركين، فإنا تقول: إنهم غير مخرجين من مواريث أهل ملة آبائهم، لأن ذا أمر قد جرت فيه السنن من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، إذ قال: «أهل ملتين لا يتوارثون»، فليس لأحد كلام بعد قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وقد قال الله ø: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧]، وليس لأحد أن يخالف السنة والكتاب. وقال ø: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠].
  وليس قولنا: إن أولاد المشركين ولا اليهود ولا النصارى مؤمنون ولا كفار"، ولا يجوز ذلك، إذ لا عمل لهم.
  وكذلك أيضا نحن نقول: إن أولاد المؤمنين لا مؤمنون ولا كفار، وإنما الأطفال كلهم حكمهم حكم واحد، هم عبيد الله ø لا حجة عليهم، إنما يدخلهم الجنة جميعا برحمته وبفضله، على ما قد بينا وشرحنا، والحمد لله رب العالمين.
  وعلى أنه قد جاء في تفسير القرآن، حيث يقول: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ٨٩ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١}[الواقعة]، فقال أهل التأويل: إن أصحاب اليمين هم الأطفال، ثم قال: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ٩٣