مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل الخروج من الذنوب خروج من علم الله]

صفحة 80 - الجزء 1

  كانوا يفعلون ما أمروهم به، فلذلك سمّاهم ارباباً لهم.

  ثم ليعلم أصحاب عبد الله بن يزيد البغدادي أنه قد غشّهم وغلط عليهم، وأهلكهم في دينهم، وصدّهم عن رشدهم، وذلك جزاءُ مَن ترك القرآن والقُوَّام به، وقلّد الرجال في الأحاديث المدخولة أمر دينه، وزهد في الفتش وإنعام النظر، واتّبع الهوى بلا هُدى من الله ø، ولا طَلَبٍ للنجاة بالبحث والتمييز، والحذر من الهجوم على من لا يَعذُره، لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم، لا عذر في ذلك لمتعبد، والحمد لله رب العالمين.

[هل الخروج من الذنوب خروج من علم الله]

  ونسأله أيضاً عن الخروج من الذنوب، أهو الخروج من العلم أم الدخول فيه؟!

  فإن قال: بل الخروج من الذنوب هو الخروج من علم الله ø كفر بالله، لأنه يلزمه أن من أُمر بالدخول في شيء فقد كان في غيره، ومن أُمر بالخروج من شيء فقد أُمر أن يصير في غيره، لأنهم يزعمون أن العباد قد أُمروا بزعمهم أن يصبروا في غير العلم، إذ أُمروا بالخروج منه فيصيرون في غير ما كانوا فيه، بزعمهم وعلى قَوَد قولهم.

  وإن قالوا: إن الخروج من الذنوب هو الدخول في العلم، فقد أُمروا أن يدخلوا في العلم الآن، إذ كانوا في غيره بزعمهم، وقد علم الله ø ما سيكون من العباد من البر والفجور قبل أن يكونوا شيئاً مذكورا.