مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]

صفحة 51 - الجزء 2

  فيلزمك أنه - ø عن ذلك - يصف السهر واللذة فيه، باللهو والمدام، والمدام هو الخمر عند العرب.

  البيت الثامن من قوله:

  قد بتُّ ساهرها وغاية تاجر ... وافيتُ إذ رُفعت وعزَّ مُدامُها

  فيلزمك أنه يصف الخمر وموافاتها إذا غلت عند الخمَّار، وأنه يصف السهر بالليل مع الشراب، لأنك زعمت أن خلْقه صُنْعُه، فيلزمك أن ما ذكرنا من هذه العظائم صنع الله ø.

  البيت التاسع من قوله:

  أُغلي السباءَ بكل أدكن عاتق ... أو جونَة قُدِحت وفُض خِتامها

  فيلزمك أنه يَصنع ويُغلي شراء الخمر، ويبذل الثمن في أزقاق الخمور، والأدكن عند العرب هو: الزق، والجونة هي: الجرة التي تقدح، ويفض خاتم يكون عليها كما تصف العرب.

  البيت العاشر قوله:

  باكرتُ حاجتها الدجاج بسُحرة ... لأُعَلَّ منها حين هب نيامها

  فيلزمك أنه - ø عما قلت - خلق هذا القول وصنعه، وخلقُه صُنعه عندك، وأنه يباكر قبل صياح الديك الخمر، ليعل منها، أي: يشربها في قول لبيد يصف نفسه حين استيقظ ندماؤه النيام. فزعمت أن الله تعالى صانع هذا القول، ولا نعلم شركا في الأرض هو أعظم من هذا الذي وضعت علينا في الكتب، فانظر ماذا نزل بك.

  البيت الحادي عشر قول لبيد أيضا:

  وغَدَاة ريحٍ قد كشفتُ وقرة ... قد أصبحت بيد الشمال زمامُها