[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]
  فيلزمك كل بلية وشناعة في صفة خالقك البريء من كذبك، والفرية عليه.
  البيت الثاني عشر:
  بصبُوح صافية وجذب كرينة ... بمُوتَّر تأتا له إبهامُها
  فيلزمك أيها الهالك في دينه، الصاد عن صراط ربه، أنه يصف الصبوح من الصافية وهي الخمر، ويصف الضاربة بالعود وهي الكرينة في لغة العرب التي ذكر لبيد، والموتر هو العود الذي اتخذه السفهاء لهوا وطاعة للشيطان.
  البيت الثالث عشر من قول لبيد:
  ولقد حَميت الحي تحمل شكَّتي ... فُرُطٌ وشاحِي إذ غدوتُ لجامها
  فيلزمك أنه - ø من ذلك - يحمي الخيل وتحمل شكته الدواب وتحمله - تبارك وتعالى - وأن وشاحه لجامه، أراد بذلك لبيد بن ربيعة الكلابي، أن العرب إذا نزلوا عن خيولهم لحوائجهم ومخاطباتهم، ربطوها وخلعوا لجمها، فيتوشح الرجل منهم بلجام فرسه مع سيفه، يتقلده كما يتقلد بحمائل سيفه، وهذه صفة المخلوقين، عز الله وتعالى عما قالت المجبرة علوا كبيرا!
  وإنما احتججنا عليك بهذا القول عمدا، ليعلم من له أدنى عقل أنك يا عبد الله بن يزيد البغدادي، ومن دان بمثل قولك من أهل الجبر، القائلين إن الله خلق أفعال العباد كلها، قد بانت فضيحتكم، وسقطت دعواكم، وصح كفركم وباطلكم بما ذكرنا، وأوجبنا عليكم من الحجة القاطعة، فيما ألزمناكم من شعر لبيد.
  ثم نقول لكم: أخبرونا متى خلق الله ø قصيدة لبيد، قبل اكتساب لبيد لها، أم بعده؟