[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]
  فلا في القرآن نظرتم، ولا العقول استعملتم، ولا عن أهل العدل قبلتم، ولا يقول الشعراء تأدبتم، فأنتم والبهائم في منزلة. قال الشاعر:
  ألا أيها الملح المجبر ... أراك لذنبك تستغفر
  أتستغفر الله من فعله ... وأنت له تارة منكر
  تقول وجدت جميع الذنوب ... ربي على فعلها يجبر
  ومنه إذا مازنيت الزنا ... بزعمك والخمر والميسر
  أمالك عقل إذا لم تكن ... ذنوبك منك فلا تغفر
  أضفت القبيح إلى ربنا ... وماهومن خلقه منكر
  وقهر اليتامي وسفك الدما ... فلِم عبت كفر الذي يكفر
  إذا كان فاعله غيره ... فما ذنبه عند من يَفكر
  وقتلَ الأئمة والمرسلين ... وماعبت شكر الذي يشكر
  نسبت إلى الله كفر العباد ... وكل المعاصي التي تذكر
  ولوقال ذا قائل في أبيك ... ما كنت عن قتله تقصر
  ولو كان فيك لكذبته ... وفي الله أنت به تجهر
  ألم تسمعوا قول أهل الجحيم ... في درك نار إذا تسعر
  وقد سألوا ربهم رجعة ... لكي يعملوا صالحا يُؤجروا
  فقال ألم ألك عمرتكم ... وجاء النذير فلم تشكروا
  ألم يأتكم منذر منكم ... فقالوا بلى جاءنا منذر
  ولكن غرينا بتكذيبهم ... وكنامن الرسل قد نسخر
  فنودوا إذ اعترفوا بالذنوب ... بعدا وسحقا لكم فاصبروا
  وقد أنكروا أن يكون القران ... عدلا ولو أنهم فكروا