[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]
  صدر المسألة، فإنهم لن يجدوا مخرجا، {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ٨٨}[النساء: ٨٨ - ١٤٣].
  الجواب قال أحمد بن يحيي ~ وعلى آبائه الطاهرين: قد قلت ما قلت، فأعمل ذهنك فيها يرد عليك من جوابنا إن شاء الله، فإنا نقول لك: قد أقررت ولزمك أن اسم الكفر هو الكفر، وأن اسم الايمان هو الايمان، لا غير ذلك - زعمت - وأن الله جل ثناؤه في قولك الذي خلق الكفر والايمان.
  فقد أكذبك الله ø حين يقول: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}[النجم: ٢٣]، وقوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٠٣}[المائدة].
  أفلا ترى أنه تبرأ من جعل هذه الأسماء التي سموها للأنعام، وهو ø الذي خلق أجسامها، فلم يتبرأ من خلقها، وإنما تبرأ مما جعلوه هم، وكفى بهذه حجة!
  وقوله ø: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ٤ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥}[الكهف].
  فإن زعمت أن الله خلق ذلك من فعلهم، لزمك أنه الشاتم لنفسه، والمدعي لها الصواحب والأولاد، عز الله وتعالى وتقدس عما تقولون!
  ومع ذلك تدعي أنك من أهل التوحيد - زعمت - ونفي التشبيه! ومعاذ الله ما يقول بالتوحيد ولا يحسنه، ولا يسلم من التشبيه العظيم، والكفر الجسيم، من