[شبهة من ميز بين الكفر والايمان]
  يقول بالجبر، لأنه يلزمك في قولك الذي ادعيت من التوحيد، ما أنا ذاكره، فافهم ما يحل بك.
  أرأيت إن سألك سائل فقال لك: أخبرنا عن الاسم اسم الله ø المعبود الذي تعبده، هل الاسم عندك فيه غير المسمى، أم هو الاسم لا غيره؟
  فإن قلت: إن الاسم هو المسمى، لزمك أن (ألف لام لام هاء)، الأحرف المخطوطة الموجودة هي معبودك الذي توحِّد، والذي له تصلي وتحفد، وله تصوم وتسجد، فتكفر بهذا القول عند جميع أهل التوحيد، ويلزمك أن معبودك يُمحَي فيمَّحي، ويحرق فيحترق، وتقع عليه الأموال والأنجاس، ويقع عليها فلا ينتصر، ويجيء مرة ويذهب مرة، وتراه الأعين، وتدركه الحواس، ويخط بالأيدي في الكتب، وكفى بهذا بلية عظمى، وكفرا أعمى.
  وإن زعمت أن الاسم غير المسمى، لزمك من أصل أذنك - وأنت راغم الأنف، مفلوج الحجة - أن الذي ادعيت وقلت به، وأكثرت فيه الخطاب، من أن الاسم هو المسمى، أنك قد أبطلت فيه وأخطأت وافتضحت، ووجب على أصحابك بلا شك ولا مرية التوبة عن تقليدك أمر دينهم، ولزمهم أن يلعنوك حيا وميتا، وأن يفارقوك في حياتك إن عشت، ويتبرأوا إلى الله ø مما وضعت لهم من الكفر والجهل، وإلا فالنار.
  ويلزمك أن الكفر هو غير الاسم الذي يسمى به كفرا، وأن الايمان غير الاسم الذي يسمى به إيمانا، لأن الاسم غير المسمى في جميع الأشياء كلها،