[هل رضي الرسول من الكفار بما رضي الله منهم]
  يقوموا معكم بحجة، فسيعلم ما يرد عليه من الجوابات في الكتاب بحول الله وقوته، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء].
  ونسألهم عن قول الله ø في كتابه: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٨]، فسلهم أرضي الله ذلك القول أم لا؟!
  فإن قالوا: نعم، قد رضي الله ذلك القول الذي بيَّتوا، ردوا على الله ø قوله، وكفروا بالآية، إذ يقول: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٨]، وهم يقولون: بلى، قد رضي وأراد وأحب ذلك الذي بيتوا من القول وقدّره عليهم.
  وإن قالوا: لم يرضه، رجعوا إلى قولنا وتابعونا وتركوا قولهم بالجبر، لأنه لا يرضى أحد إلا بما يريد.
  ثم نسألهم عن قول الله ø: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}[المائدة]، فقد أعلمَنا الله ُ ø أن هذا كلَه من إرادة الشيطان، ليس من إرادة الله ø، (عزَّ عن ذلك وتعالى، وأنه من فعل الشيطان وليس من فعل الله ø).
  فهذا من خير الله سبحانه، وهذا كتاب الله يشهد لنا عليهم، والله شاهد على كذبهم عليه، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦}[الجاثية]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، وقد قال ø: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ}[العنكبوت: ٥١]، فما بعد هذا من الحق والبيان، والعدل