[شبهة في قوله، {والله خلقكم وما تعملون 96}]
  فإذا قلنا: نعم - زعمت.
  قلت: فهذا ما لا تقبله العقول، ولا يمتري فيه أحد أنه كذب.
  الجواب قال أحمد بن يحيي ª: فجوابنا لك: أنه يلزمك في هذه الدعوى مثل ما يلزمنا لك، وقد علمت وعلم أهل العقول أنا لا نقول: إن الحديد ولا القطن ولا شجر القطن يجوز في اللغة أن تسمّى: سرابيل تقينا الحر، وسراييل تقينا البأس، ولا يجوز أن يقال لجبل ليس فيه كن: إنه كن، هذا باطل فاسد، محال من المقال، لا يقوله أحد، ولا يذهب إليه متكلم.
  ويلزمك أن الله ø خلقها متفردا بخلقها، ثم أوجدها فعمل العباد منها السرابيل هم منفردون بعمل ذلك، لأن الله ø الذي فعلها لم يعمل الدروع حلقا مدورة، ولا سمرها بمساميرها دسرا، ولا جعل لها الجيوب ولا الأكمام، ولا حاك الثياب بالأنبار والأداة، ولا خاطها بالإبر والأجلام، ولا جعل لها الجيوب والأكمام، ولا حفر الكهوف في الجبال بالمعاول، وإنا خلق الله ø الحديد الذي منه عملت الدروع، وخلق الشجر، وخلق فيه القطن الذي منه عمل الناس الثياب وحاكوها، هم منفردون بعمل ذلك كله، والحديد والشجر وجميع ما خلق الله من الأشياء التي منها اشتق العباد ما عملوا، كل ذلك موجود غير معدوم ولا مفقود، تبصره الأعيان، وتحته الأيدي، وتدركه جميع الحواس، وتوقن به العقول، ويوجد جسما مجسما، مرئيا مدركا، حاضرا معروفا، لا شك فيه ولا مرية.