مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {والله خلقكم وما تعملون 96}]

صفحة 95 - الجزء 2

  العاصين، وأن تكون الحجة على الله لهم لازمة، وعليه قائمة، بما خلق لهم - زعمت - وفيهم، من الشرك والكفر، والزنا واللواط، وجميع المعاصي.

  فأخذوا كل هذه الفواحش والكبائر، من فواحش قد وجدوا ربهم - زعمت - قد سبق إلى فعلها، وخلقها قبل خلقهم لها، فمنها عملوا، ومنها أخذوا، ولولاها ما وجدوا كفرا يكفرونه، ولا شركا يشركونه، ولا زنا يزنونه، ولا لواطا يلوطونه، ولا قتلا يقتلونه، ولا عصيانا يفعلونه.

  كما أنه ø لو لم يخلق لهم الحديد وشجر القطن، والتراب والماء، والحجارة والأدم، والصوف والشعر والجبال، لم يجدوا حديدة يعملون منه الدروع، ولا شجر قطن يحركون منه الثياب، ولا صوفا يعملون منه الأكسية، وغير ذلك من الأثاث، ولا تراب ولا ماء يعلمون منه القصور، ولا خشبة يعملون منها الأبواب والسقوف.

  ومن الحجة لنا عليك في أن الاستطاعة قبل الفعل، وأن أفعال العباد في قولنا: نحن غير خلق الله ø، وأنه بريء من خلقها، وأنها فعلهم هم تفردوا بها، لا فعل رب العالمين، عز عن ذلك وتعالى!

  فنقول لك أيها المجبر ولإخوانك المجبرة: خبّرونا متى خلق الله ø الاسلام، أقبل إرسال الرسل، ام بعد إرسال الرسل؟

  فإن قلتم: إن الله جل ثناؤه خلق الاسلام قبل إرسال الرسل، لزمكم أن الاستطاعة قبل الفعل، ولزمكم أيضا أن إرساله لأولهم وهو آدم #، أن