مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل يستطيع الخلق أن يفعلوا غير ما يعلم الله أنه كائن]

صفحة 87 - الجزء 1

  والحكمة، والحجة الواضحة؟! فلا يبعد الله إلا من ظلم، فإن ردّوا على الله ø قوله كفروا، فأما حجتهم فقد بطلت، والحمد لله رب العالمين.

[هل يستطيع الخلق أن يفعلوا غير ما يعلم الله أنه كائن]

  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم هل يستطيعون أن يكون منهم غير ما يعلم اللهُ أنه كائن؟

  فإن قالوا: نعم، قد يستطيعون ذلك.

  فقل: فإن شاء العباد كان منهم ما لا يعلم الله؟

  فإن قالوا: نعم.

  فقل: أخبروني عمَّا لا يعلم الله أنه كائن ما هو؟

  فإنهم لن يجدوا شيئاً، وسيخبرونك أن ما لا يعلم الله أنه كائن فليس بشيء.

  فقل لهم: أخبرونا عن قولكم: إنهم يستطيعون أن يأتوا بما لا يعلم الله، وأنتم تقولون: هو ليس بشيء؟ وهل كلّفهم الله أن يأتوا بلا شيء؟!

  فإن قالوا: بلى، قد يستيطعون أن يأتوا بلا شيء.

  فقل: اشيء يعلمه الله، أم شيء لا يعلمه أنه كائن؟!

  فإن قالوا: نعم، إن الله قد يجهل شيئا ولا يعلمه، فقد أمكنوك من أنفسهم. وإنقادوا لك حينئذ كلامهم، أشركوا عند أهل القبلة. وإن هابوا ولم يقَوَدوا، فلا تعجل عليهم ولا تنحلهم الشرك، وردهم إلى أول الكلام، فقل لهم: أليسوا لا يستيعطعون أن يأتوا بشيء إلا قد علمه الله أنه كائن منهم؟