مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {والله خلقكم وما تعملون 96}]

صفحة 105 - الجزء 2

  دين الله ø، وهو أمرٌ أمرَ به، لا خلق خلقه، والشرائع مختلفة لحكمة المتعبد لعباده، وتصريفهم من الأمر على ما أراده، ولو كان الاسلام مخلوقا، لكانت شرائعه شيئا واحدا، لا تختلف ولا تنتقض عن الحلقة الأولى التي فطرت عليها، والحمد لله رب العالمين.

  وإن أبيت إلا أن الله الذي خلق أفعال العباد، قلنا لك: فإنه يلزمك أن توجدنا شركا وكفرا وزنا وقولا: إن الله ثالث ثلاثة، وإن له ولدا وصاحبة، عز عن ذلك! وكذلك توجدنا قطع الطرق، وأخذ الأموال، ونقب الحوانيت، وغل الزكوات، وقتل الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين، فتوجدنا ذلك كله من خلق الله له.

  كيف خلقه؟

  فأين وجده العباد حتى اكتسبوه كما قلت؟

  وأين هو؟

  وهل تراه الأعيان؟

  أو هل تسمعه الآذان؟

  أو تدركه العقول منفردا؟

  وهل تدركه الأيدي والأرجل؟

  وهل يُدرك بالذوق أو الشم؟

  وهل تحويه الفكر؟

  وهل تقع عليه الخواطر؟

  وهل تحويه الأقطار منفردا، كما تحوي سائر الأشياء المحوية الموجودة؟! حتى