[شبهة في قوله، {والله خلقكم وما تعملون 96}]
  صدقكم، ولن تجدوا ذلك أبدا، ولن تقدروا عليه، لأن المعنى الذي ذهبتم إليه فسميتموه: خلقا لله - ø عما قلتم - إنه حركات العباد التي يتحركون بها بالقوة التي فيهم، والله ø إنما خلق الاستطاعة وهي القوة المركبة في بني آدم، وهم فيها مخيرون، إن شاؤوا تحركوا بها، وإن شاؤوا لم يتحركوا.
  فالاستطاعة من الله ø موهوبة، منّة ونعمة، والحركات ليست من الله ø، وإنما هي فعلهم هم لا فعل الله ø.
  وشاهدُ ذلك القوي الواضح من كتاب الله ø، قوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ٣٠}[النور]، فلو كان الله ø هو الخالق لنظرهم إلى المحارم، والخالق لحركاتهم في الفروج التي يتحرك بها الآدميون، لم يجز في الحكمة ولا في العدل أن يقول للمؤمنين: {يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، وإنما نهاهم ø عن أمر هو إليهم مالكون له، إن شاؤوا فعلوه، وإن شاؤوا لم يفعلوه.
  وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}[الحجرات]. ولو كان الله ø خلق حركاتهم بالأصوات، لم ينههم عن خلقه، وإنما نهاهم ø عما يعلم أنهم يقدرون على تركه.
  والله ø فلم يخلق حركات العباد، وهي الزنا الذي تحركوا له، والقتل الذي تحركوا له، والشرك الذي تحركوا له، وحركوا فيه ألسنتهم وأيديهم، وقالوه بأقواهم وأهوائهم، وكذلك جميع الظلم والفواحش التي حركوا فيها جوارحهم وحواسهم، وقد حظر الله ø عليهم أن يستعملوا تلك الحركات إلا في