[شبهة فيمن ذكر الله أنهم لا يعقلون ولا يعلمون]
[شبهة فيمن ذكر الله أنهم لا يعقلون ولا يعلمون]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عمن ذكر اللهُ ø في الكتاب أنهم لا يعلمون ولا يعقلون ولا يبصرون، أحقُ ذلك من الله؟
  فإن قالوا: نعم.
  فقل: فكيف وأنتم تزعمون أنهم يعلمون ما يعلم الأنبياء، والله يصفهم بغير ذلك؟!
  وإنهم إن قالوا: إنهم لا يدركونه إلا بالعقل حتى يفكروا.
  فقل: أفليس توسّعون لهم حتى يفكروا، وإلى أي وقت يفكرون؟ وكم هو؟ أساعة أم ساعتين؟
  فإنهم لن يقدروا لك هذا أيضا، لأنهم إن وسّعوا لهم ساعة وسّعوا لهم ساعتين، وإن وسعوا لهم يوماً وسّعوا لهم يومين، وليس هذا وقت عندهم، وسيفرون من هذا الكلام.
  واعلم أنك لن تسألهم عن شيء أشدّ عليهم من هذا وأشباهه، لأنهم يقولون: لا يكلّف الله الناس إلا ما يستطيعون.
  الجواب قال أحمد بن يحيي ~ وعلى آبائه الطاهرين: إن الله تبارك وتعالى أعطى خلقه الاستطاعة التي ركَّبها فيهم من الحواس الخمس، والعقول التي بها يعرفون الخير من الشر، والحق من الباطل، والصواب من الخطأ. ثم أرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وافترض عليهم الطاعة، وندبهم إلى الجنة، وحذرهم النار، وأوجب لهم النجاة، تخييراً لا قسرا وجبرا.