[شبهة فيمن ذكر الله أنهم لا يعقلون ولا يعلمون]
  وما ردهم عليه؟
  وما ظنُّهم تردّ الرسل على الأمم؟
  وما حجتهم عليهم فيما قالوا؟!
  أتراه يقول: إن الأمم قد صدقت في دعواها على الرسل؟!
  فإن قالوا: نعم، إن الأمم قد صدقت فيما ادعت على الرسل، واحتجت بالصواب، كفر بالله العظيم، وصحّ كفره وخروجه من فئة الاسلام.
  وإن قال: إن الأمم قد كذبت ولم تحتج على الرسل بحق، وإنها مبطلة في دعواها على الرسل، رجع عن قوله، وصحّ كذبه، وبان للخلق أنا قد غلبناه، وقطعنا حجته، وبانت فضيحته، وأنه يلزم المجبرة أن الذي ادّعت باطل، لصحة القرآن، وأنه لا يتناقض، وبطّل دعواهم، وأنه قد أكذب أهل مقالهم، وشهد عليهم بالكذب.
  وإنما جاء غلط عبد الله بن يزيد البغدادي وإخوانه المجبرة، وإعجابهم برأيهم، من قلة علمهم بمعاني القرآن، وجهلهم بالتأويل، وتعلُّقهم بالمتشابه الذي يُصحّه التأويل، من علم أهل العلم بشواهد الحق، وتصريف اللغة العربية، وأنه لم يعرف الحقائق في الكلام من المجازات، ولم يأخذ الحق من معدنه، وإنما دان بالتقليد، وكذلك دان من لحقه بتقليدهم له، فلا يبعد الله إلا من ظلم.
  ونحن نسأله الآن: ما مخرج قول الله ø حيث يقول: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة: ١٥]، وقوله: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}[التوبة: ٧٩]، وقوله: {يُخَادِعُونَ