[شبهة فيمن ذكر الله أنهم لا يعقلون ولا يعلمون]
  إعادة الكلام الذي لا وجه له، وقد تحرينا فيه المعنى الواحد عن تكريرك اللمعاني التي تقتضي وجهاً واحداً.
  وإنما مثلك في كتابك الذي وضعته على أهل العدل، وزخرفت فيه الغرور لأصحابك، ومنّيتهم الأباطيل، وأعلمتهم أن أهل العدل لا يقدرون لكم على دفع، ولا كسر حجة. وفي كل مسألة تقول: إن أهل العدل يفرّون عن كلامكم هذا، وأنتم تقطعونهم في هذا الموضع، وهذا من أشدّ ما يسألون عنه، فكان مثلك في ذلك، مثل زقّ منفوخ لا شيء فيه إلا الرياح، ثم عمد إليه رجل بإبرة فخرقه بها فانفشّ جميع ما فيه، والحقُ فأجلُّ وأشرف من أن يخفى على العقلاء وأهل التمييز والنظر، وقد رددنا عليك من الحق ما فيه الشفاء لكل مسلم.
  ثم نقول لك: ما تقول في قول الله ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ١ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ٢ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ٣ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ٤ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥}[الكهف]. فنقول لك يا عبد الله بن يزيد البغدادي: هل هذه الكلمة خلقُ الله ø وصنعُه وإرادته، أم لا؟
  فإن قلت: إنها خلقٌ الله ø وصنع وإرادة، لزمك أنه غَضِبَ من خلقه