[شبهة فيمن ذكر الله أنهم لا يعقلون ولا يعلمون]
  فإن قلت: نعم، عليه حجة وذنب، وعذاب وتباعة، كذّبك جميع المسلمين، وخرجت من العدل والمعقول.
  وإن قلت: لا حجة عليه ولا ذنب.
  قلنا لك: صدقت، لأن الحجة عليه فيما علم أنه يقدر عليه.
  ثم نقول لك أيضاً: أرأيت هذا الرجل بعينه إن شرب الخمر ساعة واحدة، أو جرعة واحدة، بطيب من نفسه، واتباع هواه، أليس قد علم الله ø ذلك من فعله؟!
  فإن قلت: لم يعلمه، كفرت.
  وإن قلت: إنه قد علمه.
  قلنا لك: فهل يعاقبه على شرب تلك الجرعة وحدها، أم لا يعاقبه؟
  فإن قلت: إنه لا يعاقبه، أبطلت وعيد الله ø، وخالفت المسلمين، وخرجت من الكتاب.
  وإن قلت: إنه يعاقبه بشربه للخمر، واتباع شهوته في تلك الجرعة.
  قلنا لك: فكيف لم يعاقبه في شرب سنة كلها على ما شرب من الخمر، وصار في بطنه من ودك الخنزير، ويعاقبه على شرب جرعة في ساعة واحدة من نهاره عمداً؟!
  فإن قلت: من قِبَل أن الروم أكرهوه على ذلك، فلم تلزمه عقوبة، وهو أختار الشرب لنفسه في هذه الساعة الواحدة، فلزمته العقوبة.
  قلنا لك: فقد لزمك الآن أن ليس علم الله ø يثيب العباد، ولا