[شبهة في قوله، {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}]
  وقال الشاعر في تصديق ذلك:
  لا أسمعنَّككَ بعدَ الموت تندُبُني ... وفي حياتي ما زوَّتني زاد
  وقال عمارة بن عقيل التميمي يحضّ قومه على المواصلة وترك القطيعة:
  فدُونكُما يا ابنَي نزارٍ تلافياً ... كما لُفِّقَ البُردُ اليَمَانيُّ بالبُرد
  ولا تُسمعاني الزور في الهَمام هامتي ... تراميكُما بالنَّبلِ ويحَكُمَا بَعدي
  فقال: ولا تسمعاني تراميكما بالنبل ويحكما بعدي، وهو قد علم وعلمت العرب أنه لا يسمع بعد الموت، ولكن جاز ذلك في لغة العرب التي لا يقوم بمعرفتها إلا أهل العلم.
  وإنا غلط هؤلاء المجبرة في دينهم، وكذبوا على ربهم، وألزموه ذنوبهم وخلق افعالهم، لجهلهم بها ذكرنا من لغة العرب ومعاني القرآن، الذي خاطب به رسول الله ~ قومه الفصحاء البلغاء.
  فافتَرَتْ المجبرة على الله ø، وتأولوا كتابه على مبلغ عقولهم، وتعلّقوا بالمتشابه الذي لا علم لهم بتأويله، وزعموا أنهم أُتوا في ذنوبهم، ودخل عليهم البلاء من قِبَل ربهم، وكذبوا عليه سبحانه، وزعموا أنا نحن المفترون عليه عز وتعالى!
  ومن الحجة عليك في اعتلالك علينا بقول الله ø: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١}[الكهف]، فنقول لك: ما تقول في قول الله ø يخبر عن أهل النار، إذ قال: {وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ١٠٠}[الأنبياء]؟ أتقول: إن هذا القول على