مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[شبهة في قوله، {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}]

صفحة 170 - الجزء 2

  فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}⁣[آل عمران].

  فقال قوم: إن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل الكتاب، جهلاً منهم وبلاءً.

  لعمرُ الله إن الراسخين ليعلمون تأويل الكتاب، وما تحتاج إليه الأمة من أمر دينها الذي تعبَّدها الله ø به، ولولا ذلك لم يجب لهم اسم الرسوخ في العلم، لأن من لم يعلم تأويل القرآن، لا يجب له اسم الرسوخ في العلم، وإلا ففيما رسخ إذا لم يعرف تأويل القرآن!

  فأولئك هم أئمة الهدى من أهل بيت النبوة $، والراسخون في العلم هم أهل التنزيل والتأويل، ولو لم يكن عندهم علم الكتاب، لما جاز أن يقول الله جل ثناؤه في كتابه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل: ٤٣ الأنبياء: ٧]، والذكر فهو محمد صلى الله عليه وعلى آله، ودليل ذلك قول الله ø: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ}⁣[الطلاق]. فصار الذكر هو الرسول، وهذا ما لم يُدفع. فصار أهل البيت $ هم المأمورُ الخلقِ بسؤالهم، ولم يكلَّفوا أن يسألوا عبد الله بن يزيد البغدادي، ولا عبد الرحمن بن خليل، ولا عبد الكريم بن نعيم، ولا مسلم بن [أبي] كريمة، ولا عبد الصمد، ولا المعلم، ولا نجدة بن عامر، ولا أبا مؤرج السدوسي.

  إلا أن يدّعي عبد الله بن يزيد البغدادي وهؤلاء النفر الذين سمينا أن جبريل ~ كان يهبط على جدهم وفي بيوتهم، فدرجوا بين التنزيل والتأويل،