الرد على الأباضية
  دينهم من أضلهم وأغواهم، وقد أمروأُ فأعرضوا، وزُجروا فلم ينتهوا {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء: ٢٢٧].
  وأما الكتاب الذي ذكرت هاهنا فهو العلم، لأن الله ø لا يحتاج إلى الكتاب.
  ٥٩ - وسالت عن قول الله ø: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[البقرة: ١٥٠]. فقلت: ما معنى هذا الكلام؟ فإني لا أدري ما معنى الصلاة إلى شطره دون كله، وأي الشطرين أقصد إذا صليت؟
  قال أحمد بن يحيي صلوات الله عليها: ليس الأمر على ما توهمت ولا على ما ظننت، وإنما المعنى في الشطر: الكل، وذلك جائز في لغة العرب، تعني العرب بالشطر: النحو، فنحو الشيء عندها شطره.
  ألا تسمع قول زهير بن أبي سلمي حيث يقول:
  وعارض عمه بوارقه ... شطراه ريح وشطره بَرَدُ
  يريد: نحوه ريح ونحوه بَرَد، ولو لم يكن على ما ذكرنا لك، لوجب أن أثبت له ثلاثة شطور، وهذا ما لا يجوز ولا يعقل في عجمية ولا عربية أن يكون للشيء ثلاثة شطور.
  وقال خفاف بن بديه في مثل ذلك:
  الامَن مبلغ عمروا رسولا ... وما تغني الرسالة شطر عمر