الرد على الأباضية
  ٦٢ - وسالت عن قوله ø في قصة قارون: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: ٧٧]. فقلت: كيف جاز أن يوصوه بالدنيا وهم يعظونه، وكان هو اشد: في طلب الدنيا، واحرص عليها منهم، وأشد رغبة فيها؟
  قال أحمد بن يحيي ~: إن قومه لم يأمروه بطلب الدنيا والحرص عليها، وإنما ذكروه أنها طريق إلى الآخرة، فأمروه أن لا يذهب عمره في معصية الله ø، لأن الدنيا فيها تكتسب الجنة، وقد سمعت قول أمير المؤمنين ~ حيث سمع الرجل الذي ذم عنده الدنيا، فصرخ به ثم قال: «الدنيا موضع صدق من صدفها»، مع كلام اختصرناه قد سمعته.
  ٦٣ - وسالت عن قول الله ø: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الأعراف: ٥٤].
  فقلت: كيف مجاز الاستواء في التوحيد، وما معناه؟
  قال أحمد بن يحيى &: الاستواء هاهنا هو الاستيلاء، والعرش فهو: الملك، معروف ذلك في لغة العرب وأشعارها، من ذلك قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
  تدار كتما عبسا رقد ثل عرشها ... وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل
  وفيه شواهد كثيرة، وكلام يطول، ولجدي القاسم بن إبراهيم # في العرش والكرسي كتاب بليغ اجتزنا به عن التطويل في جوابك هذا، فانظر فيه إن شاء الله.