مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الرد على الأباضية

صفحة 223 - الجزء 2

  وكأن نفحته وطيب نسيمه ... غب السماء صريمة مقفار

  قال: غب السماء، يعني به: ثانية الغيث، أي اليوم الثاني من الغيث.

  وقال الكميت بن زيد الأسدي:

  تصل السماء إلى السماء ... بصوت أسحم ذي زماجر

  يعني: الغيث، فصيَّره سماء إلى سماء.

  ٦٥ - وسالت فقلت: كيف الجواب لمن قال: إن الله جل ثناؤه على عرش مثل السرير؟

  قال أحمد بن يحيى @: نقول لهم: قال الله ø: لقد كفر {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}⁣[آل عمران: ١٨١]. من احتاج إلى شيء من جميع الأشياء كلها صغيرها وكبيرها، فهو فقير غير غني، فيثبت على من قال إن له عرشا مثل السرير أنه محتاج، ومن زعم أنه محتاج إلى قليل أو كثير فقد أوجب أنه فقير، ولزمه الكفر بقول الله ø: لقد كفر: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}، لأن من زعم أن الله ø يشبه خلقه في مجيء أو ذهاب، أو صعود أو نزول، أو حركة أو سكون، أو عرش يستوي عليه كاستواء الملوك على أسرتها، أو ملائكة تحمله كما يفعل الناس بحمل بعضهم لبعض، أو أمر من جميع الأمور التي تلزم التشبيه، فقد أوجب أنه فقير، ومن قال بذلك فقد كفر بالله العظيم، والله تبارك وتعالى هو الغني على الحقيقة لا على المجاز، فكل غني وإن عظم غناؤه لم يكن بغني على الحقيقة، وإنما هو غني المجاز، وذلك لو أن رجلا مَلِكَ