الرد على الأباضية
  الأرض ومن عليها لم يكن بغني، لأن الحاجة والفاقة والعجز والفقر لازم له، وإن مَلِكَ جميع الأرض ومن فيها، لأنه يحتاج إلى الطعام والشراب، والجيئة والذهاب، والغليظ والثياب، فالفقر له مقارب في جميع الأسباب، والله تبارك وتعالى هو الغني لا يحتاج إلى شيء من جميع الأشياء كلها، وذلك قوله ø: {هُوَ الْغَنِيُّ}[لقمان: ٢٦]. لأنه لا غني إلا هو تبارك اسمه.
  ٦٦ - وسألت عن قول الله ø: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٧}[سبأ: ١٧]
  فقلت: أرى الجزاء ليس هو إلا للكفور وحده؟
  قال أحمد بن يحيي ~: هذا من الإضمار الذي ذكرت لك في القرآن، والمعنى فيه وهل يجازي بالعقوبة إلا الكفور، ومثله من الإضمار ما ذكرت في قوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ١٠}[النور: ١٠]، يذكر بعده شيئا، والإضمار مشهور في لغة العرب، قد قدمنا ذكره في هذه المسائل بما فيه الكفاية إن شاء الله، ومن ذلك قول الأعشى البكري:
  أقول لما جاءني قوله ... سبحانه من علقمة الفاخر
  بريد: سبحان الله، فأضمره ولم يذكره.
  ٦٧ - وسألت عن قوله ø: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٩}[الفتح: ١]. فقلت: إن قال قائل: كيف يجوز التسبيح للنبي ÷، والتسبيح لا يكون إلا الله جل ثناؤه؟!
  قال أحمد بن يحيي ~: هذا مستعمل في لغة العرب من قصة