الرد على الأباضية
  تدخل بين قصتين، قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}[الفتح: ٩]. ثم ندب إلى نصرة النبي صلى الله عليه فقال: {وَتُعَزِّرُوهُ}. أي: تنصروه، {وَتُوَقِّرُوهُ} والتوقير لا يخفى على أحد، ثم رجع إلى نفسه تبارك وتعالى فقال: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٩}. لأنه قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ}، ثم عطف الكلام حتى عاد إلى تسبيحه هو ø.
  ٦٨ - وسألت عن قوله سبحانه: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}[الأعراف: ١٤٣]. فقلت: ما معنى التجلي من الله ø؟
  قال أحمد بن يحيى #: قد قيل فيه بأقاويل لا أشك أنك قد عرفتها، وأحسنها عندي ما أنا ذاكره لك، وهو أولى بلغة العرب، وله نظائر من القرآن، فأفهمه ذهَّنك إن شاء الله.
  قال: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} يعني: فلما تجلى ربه بالجبل، أي تجلى لخلقه الذين كانوا مع موسى ~ بالجبل، يعني أن تجليه بالجبل هو دلالة لهم عليه، فلما أوقع من الآية التي نظروا إليها، فقامت اللام الزائدة مقام الباء، لأن حروف الصفات يعقب بعضها بعضا، والله تبارك وتعالى لا يتجلى للجبل، والله ø لم يغب عن الجبل منذ خلق الجبل، والتجلي يلزم من كان عليه حجاب وستر ثم نجلى عنه ذلك الحجاب، والله ø متقدس متعال عن ذلك! لأنه شاهد كل نجوى، وحاضر كل ملا، لا يخلو منه مكان ولا يخفى عليه، والتجلي فقد تعرفه العرب في لغاتها وأشعارها، وأنه يجوز عندها على غير تجلي الرؤية، من ذلك قول الشاعر يصف بعض الملوك، لأنه تجلى لقوم خالفوا أمره، فوجه إليهم عسكرا ولم يبرح هو، قال الشاعر: