مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الرد على الأباضية

صفحة 226 - الجزء 2

  تجلى لهم بالمشرفية والقنا ... وإن كان عمن طعن الأسنة نائيا

  فتري كيف خرج التجلي عند العرب، وكيف جوازه في لغاتهم ومخاطباتهم، وقد قال ø: {يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ٦١}⁣[المؤمنون: ٦١]. فكيف يستوفون الخيرات لو سبقوا الخيرات، لم يكن ذلك لهم بفخر، ولا لهم فيه مديح، وإنما المعنى فيه: يسارعون في الخيرات وهم بها سابقون، فقامت اللام مقام الباء، قال الشاعر:

  لقد نلت أمرا لم تكن لتناله ... ولكن لفضل الله ما نلت ذلك

  يريد: بفضل الله، فأقام اللام مقام الباء، فهذا حجة في حروف الصفات التي يعقب بعضها بعضا، وقد جرى في ما سألت عنه نظائر لهذا في جواباتنا هذه، وفيه لك الكفاية بحول الله وقوته.

  وبهذا الجواب في هذه الآية: {يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ٦١}⁣[المؤمنون: ٦١]، أجاب أبي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ~ وعلى آبائه الطاهرين.

  ٦٩ - وسألت هل يجري على الله ø شيء مما يجري على المخلوقين في بعض المعاني من قليل أو كثير؟

  قال أحمد بن يحيى @: هذا قول لا يجوز ولا يصح في صفة الله تبارك وتعالى، لأنه يقول في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]. وفي هذه الآية كفاية، لأن من صفة الخلق أن الله ø جعل منه ساكنا ومتحركا، وحيا وميتا،