الرد على الأباضية
  القادر الذي يملك تصريف القلوب في الهوى، وبيده النواصي والأقدام، وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}[يونس: ٩٩]، أي قسرا وجبرا، وكذلك قوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}[الأنعام: ٣٥]: وليس من صفته جل ثناؤه أن يجبر أحدا من خلقه على طاعة ولا معصية، حتى يختار كل منهم ما أراد من ذلك لنفسه، وبذلك أنزل الكتب وأرسل الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
  ٧١ - وسألت عن قوله ø: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥}[هود: ١٠٥]. وقلت: ما معنى ذلك؟
  قال أحمد بن يحي ~: قوله: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥}: يقول: منهم ناج بعلمه سعيد في الجنة، ومنهم شقي بعلمه هالك في النار. وقال ø: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٨٢}[آل عمران: ١٨٢، الأنفال: ٥١]. فكيف تكون يداه قدمتا له، وإنما هو أمر قُسِرَ عليه زعمت المجبرة؟! وبطل قوله عندهم {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}[فصلت: ٤٦] نعوذ بالله لنا ولك من الجهل في دينه، والمعاندة لكتابه، إنه منان كريم.
  ٧٢ - وسألت عن قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ}[هود: ٣٤]؟
  كأنهم يرون أن القول على الله ø يريد أن يمنعكم من الإيمان، وما أمرني أن أدعوكم إليه من الحق، وليس وجه الآية كما ظنت المجبرة، إنما عني نوح ~ إن كان الله يريد عذابكم فلن ينفعكم نصحي، والعذب فهو الغي.
  ألا ترى أن الله سبحانه يقول: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ