الرد على الأباضية
  وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩}[مريم: ٥٩]. يقول: فسوف يلقون عذابا، وقول إبليس اللعين {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي}[الأعراف: ١٦]. يقول: فبما جعلتني وحكمت عليَّ أني من المعذبين، فالغي عقوبة كما ذكرنا، والغي على وجهين:
  عقوبة عاجلة.
  وعقوبة آجلة.
  العاجلة ما أصاب إبليس من اللعنة، وإخراجه ما كان فيه من الكرامة.
  والآجل قول الله ø: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩}[مريم: ٥٩]. يقول: فسوف يلقون عذابا.
  وجواب آخر يقول: إن كان الله يريد أن يغويكم، ولم يقل قد أراد إغواء كم، وإنما قال إن كان على مجاز الكلام، ولم يقل إنه قد فعل، وبهذا أجاب القاسم بن إبراهيم ~.
  ٧٣ - وسألت فقلت: ما الدليل على أن الله تبارك وتعالى عدل لا يجور؟
  الدليل على أن الله تبارك وتعالى عدل لا يجور: إقرارك أنه غني، لأنا وجدنا الجائز لا يحمله على الجور إلا استجلاب منفعة يجرها إلى نفسه، أو دفع مضرة يخشاها على نفسه، فلما كان الله جل ثناؤه لا يستجر إلى نفسه منفعة، ولا يدفع عنها مضرة، ثبت بالحقيقة أنه غني، وأن الغني عدل لا يجور، وهذه المسألة جواب الهادي إلى الحق ~. وقولي فيها على قوله.
  ٧٤ - وسألت عن قوله: {أَرْسَاهَا ٣٢}[النازعات: ٣٢] في مواضع من القرآن، فقلت: ما معنى ذلك؟
  قال أحمد بن يحي ~: ارساها على وجهين في القرآن، كل واحد منها غير صاحبه.